ما هو الوقت المفضل لقراءة سورة البقرة؟

ما هو الوقت المفضل لقراءة سورة البقرة؟ في زمنٍ تتكاثر فيه الهموم وتتزاحم المسؤوليات، يبقى الرجوع إلى كتاب الله عز وجل هو الملاذ الحقيقي للراحة والطمأنينة. ومن بين السور العظيمة التي حثّ النبي ﷺ على قراءتها باستمرار، تبرز سورة البقرة كدرع حصين، وشفاء للقلوب، وسبب لجلب البركة إلى البيوت

قراءة سورة البقرة ليست مجرد تلاوة، بل هي سلاح روحي فعّال في حياة كل مسلم. ثبت في الصحيح أن النبي ﷺ قال: “اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة” أي: السحرة. وهذا دليل واضح على أن قراءة هذه السورة تجلب البركة وتحفظ البيت وأهله من الشرور والشيطان.

الجواب الصحيح – كما أكده أهل العلم – هو أن قراءة القرآن الكريم مشروعة في كل وقت، ولا يوجد وقت معين حصري لقراءة سورة البقرة فقط.

يمكن قراءتها:

• بعد صلاة الفجر: وهذا وقت مبارك؛ حيث تكون النفس هادئة، والعقل صافيًا بعد راحة النوم، مما يساعد على تدبر الآيات وفهم معانيها.
• بعد الظهر: وقت مناسب لاستغلال السكون خلال النهار.
• بعد العصر: لمن يحب أن يختم يومه بالقرآن قبل غروب الشمس.
• بعد المغرب والعشاء: حيث الجو يكون أكثر هدوءًا واستقرارًا في البيت.
• في الثلث الأخير من الليل: لمن يرغب في أن يجمع بين تلاوة سورة البقرة والقيام والدعاء.

من يقول إن سورة البقرة لا تُقرأ إلا في آخر الليل، فهو جاهل بالحكم الشرعي، وربما يكون وقع في خطأ بسبب قلة العلم. الشريعة الإسلامية لم تحصر تلاوة القرآن في وقت معين، بل جاءت عامة، تُرغّب المسلم في تلاوته في كل حين، لأن القرآن نور في كل وقت.

• في الصباح الباكر (بعد الفجر): تعين المسلم على بدء يومه بهدوء وثبات إيماني، وتجلب البركة في الرزق والعمل.
• في الليل: تحفظ البيت من الشياطين، وتزيد من السكينة في النفوس، وقد ورد في الأحاديث أن الشياطين تهرب من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
• عند الشعور بالضيق أو الهم: فهي سورة تحمل معاني الصبر، والثقة بالله، والأمل، مما يريح النفس ويطمئن القلب.

لتحقيق الأثر الكامل من قراءة سورة البقرة، يُنصح بالآتي:

• الاستمرار اليومي أو على الأقل كل ثلاثة أيام.
• قراءة السورة بتدبر، ومحاولة فهم معانيها إما من خلال التفسير أو بالاستماع إلى العلماء الموثوقين.
• قراءة السورة بنية التحصين، خاصة في البيوت، فهي طاردة للشياطين.
• تشجيع أهل المنزل على قراءتها أو الاستماع إليها جماعيًا.

ليس من الضروري أن تُقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، وإن كان ذلك أفضل. يمكن تقسيمها على يوم أو يومين أو ثلاثة، حسب القدرة والوقت، بشرط الاستمرارية. فالرسول ﷺ لم يُكلف الأمة بما لا تطيق، بل جعل البركة في الاستمرار، لا في الكثرة فقط.

في الختام، نؤكد أن القرآن الكريم هدى ورحمة في كل وقت، وسورة البقرة بشكل خاص تحمل في آياتها قوة عظيمة لمن يتمسك بها. لا تجعل قراءتها مرتبطة بوقت واحد فقط، بل اجعلها رفيقة لك في كل حين، سواء كنت في بداية اليوم أو نهايته، ففي كل لحظة تقرأ فيها القرآن، ينزل عليك نور وهداية من رب العالمين.